تمكين الشباب السعودي بالذكاء الاصطناعي- مهارات المستقبل لسوق العمل
المؤلف: عقل العقل08.27.2025

يحل علينا في الخامس عشر من يوليو لعام 2025، الذكرى السنوية العاشرة ليوم الأمم المتحدة المخصص لمهارات الشباب، ويتمحور موضوع هذه السنة حول تمكين الشباب عبر تسخير الذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية المتطورة. تولي المملكة العربية السعودية اهتماماً بالغاً بتنمية قدرات الشباب وصقل مهاراتهم في شتى الميادين، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، وذلك من خلال اتخاذ خطوات حثيثة ومسارات استراتيجية تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني بأكمله. هذا التوجه يعكس إدراك المملكة لأهمية النهوض بسوق العمل وتلبية متطلباته المتجددة من المهارات العصرية والرقمية، بالإضافة إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات السعودية وتزويد الكفاءات الشابة بهذه المهارات الجوهرية؛ التي يرى البعض أنها قد تتجاوز في أهميتها الشهادات الأكاديمية التقليدية. من المتوقع أن نشهد تحولات جذرية في طبيعة المهارات المطلوبة في سوق العمل، بعيداً عما ألفناه في السابق.
من جانب آخر، تضطلع المملكة، من خلال وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وعدد من الجهات الرسمية الأخرى، بدور محوري في رعاية الشباب وتوجيههم نحو اكتساب المهارات المتنوعة التي يحتاجها سوق العمل السعودي. يشمل ذلك تعزيز المعرفة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وكيفية الاستفادة منها في شتى المجالات، وتنمية مهارات حل المشكلات والقيادة والتعلم والتواصل الفعال مع العملاء. وقد تم تحديد هذه المهارات بناءً على قاعدة بيانات شاملة أعدتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالتعاون مع البنك الدولي، وذلك من خلال دراسة ممنهجة استهدفت تحديد المهارات الأساسية التي يحتاجها الشباب السعودي المقبل على العمل في القطاع الخاص.
واحتفاءً بهذه المناسبة العالمية التي تحتفي بالشباب، باعتبارهم الفئة الأكثر حيوية وتقبلاً للمعرفة والعمل، فضلاً عن كونهم يمثلون نسبة كبيرة من سكان العالم، فقد أطلقت وزارة الموارد البشرية مبادرة وطنية طموحة لتعزيز المهارات وتطوير الكفاءات في المملكة. تتضمن هذه المبادرة مسارات متعددة وتركز على تحديد المهارات المستقبلية وتطوير أكثر من 200 مسار وظيفي، وذلك بالتعاون مع نخبة من الخبراء العالميين من البنك الدولي ومنظمة العمل الدولية، الذين يزيد عددهم عن 150 خبيراً. ومن المأمول أن نشهد المزيد من الاهتمام بهذا المجال الحيوي، الذي سيسهم في تسليح الشباب السعودي بمهارات جديدة وواقعية تمكنهم وتطورهم في مسيرتهم المهنية المستقبلية، بعيداً عن الاكتفاء بالشهادات الجامعية التي قد لا تكون الضمانة الوحيدة للحصول على وظيفة في المستقبل. تقوم وزارة التعليم وسدايا ووزارة الموارد البشرية بتقديم هذه البرامج في مجال التعليم والذكاء الاصطناعي، الذي يبدو أننا نشهد بواكير ثورته الحقيقية التي ستغير ملامح منظومة العمل في المستقبل. وأتطلع إلى أن تقوم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بإنشاء مراكز متخصصة في المدن الكبرى والمتوسطة والأحياء السكنية، بهدف تطوير مفهوم تنمية مهارات الشباب من خلال تنظيم محاضرات وورش عمل متخصصة تتناول متطلبات سوق العمل السعودي المتغيرة بسرعة كبيرة.